Thursday, August 14, 2008

< التركستان الشرقية فى < المجتمع

مسلمو الإيغور..ثبات على الإسلام رغم عذابات الصينيين
فاطمة إبراهيم المنوفي
كاتبة عربية مقيمة في قيرغيزستان
تركستان.. كلمة مكونة من مقطعين "ترك" و"ستان"، وتعني أرض الترك. وهي بلاد واسعة في آسيا الوسطي مليئة بالكنوز والثروات، تقاسمتها الصين وروسيا قروناً طويلة بعد أن ضعف أمر المسلمين بها، فاحتل الروس قسمها الغربي (يضم دول: كازاخستان وأوزبكستان وقيرغيزستان وتركمانستان) والذي تحرر مؤخراً.
وقد احتلت الصين في 1949م قسمها الشرقي، المعروف بتركستان الشرقية (إيغورستان) أو "سنكيانج"، الاسم الذي أطلقه الصينيون عليها لطمس هويتها الإسلامية
سنكيانغ تعني المستعمرة الجديدة، أو الوطن الجديد، وكانت تتمتع قديمًا بأهمية كبيرة في التجارة العالمية؛ فكان طريق الحرير المشهور يمر بها، ويربط الصين ببلاد العالم القديم والدولة البيزنطية.
تقع تركستان الشرقية في أواسط آسيا الوسطى، وتحدها من الشمال جمهورية روسيا الاتحادية، ومن الغرب الجمهوريات الإسلامية المستقلة عن الاتحاد السوفيتي السابق، ومن الجنوب باكستان وكشمير والتبت، ومن الشرق الصين الشعبية، ومن الشمال الشرقي منغوليا الشعبية.
تبلغ مساحتها 1.828.417 كلم2، أي خمس مساحة الصين. وحسب الإحصائيات الصينية فإن تعداد السكان بها هو 9 ملايين نسمة تقريباً، إلا أن هناك جهات مستقلة قدرت تعدادهم بحوالي 25 مليون نسمة من الأتراك المسلمين، يتكلمون اللغة الإيغورية، وهي إحدى فروع اللغة التركية، لكنها تكتب بالحروف العربية
غالبية السكان من الإيغور، بالإضافة الي أقليات من القيرغيز والكازاخ والأوزبك، وجميعهم يدينون بالإسلام وينتمون إلى العرق التركي، إلا أن الصين عمدت إلى سياسة تهجير التركستانيين وإحلال الصينيين محلهم
تاريخ طويل من الصراعاتدخل الإسلام هذه البلاد في عهد الخليفة الأموي عبدالملك بن مروان (86ه 705م)، وتم فتحها على يد القائد "قتيبة ابن مسلم الباهلي" عام 95 ه.وقد استولى الصينيون على تركستان الشرقية سنة (1174 ه 1760م) بعد أن ضعف أمر المسلمين بها،وقامت بينهم معارك دامية في عام 1759م، ارتكبت خلالها القوات الصينية مذبحة جماعية قتل فيها مليون مسلم

ثم قامت الصين باحتلالها في عهد أسرة المانتشو عام 1760م، وفرضوا سيطرتهم عليها حتى عام 1862م، لكن الشعب التركستاني لم يستسلم، ولم يخضع للجبروت الصيني، بل استمر في مقاومته للاحتلال، حتى تحرير بلاده عام 1863م، وأقاموا دولة مستقلة إسلامية تحت زعامة "يعقوب بك بدولت" الذي استمر حكمه 16عاماً.إلا أن الصراع الذي دار بين البريطانيين والروس خلال القرن 19 للسيطرة على آسيا الوسطي، وتخوف البريطانيين من أن ينجح الروس في ضم تركستان الشرقية إلى أراضيهم، بعد أن سيطروا على معظم دول آسيا الوسطي المسلمة (تركستان الغربية)، فقاموا بمساندة الصينيين للسيطرة عليها، واستطاعت الجيوش الصينية الضخمة بقيادة الجنرال "زوزونغ تانغ" مهاجمتها واحتلاها مرة أخرى في عام 1876م، ومنذ ذلك التاريخ سميت باسم "شنجيانغ"، أو "سنكيانج".
وفي 18 نوفمبر 1884م ضمها الصينيون داخل حدود إمبراطورية المنجو، لكن الجهاد لم يتوقف، وتابع التركستانيون كفاحهم وثوراتهم ونجحوا مرتين الأولى في عام1933، والثانية عام 1944م حتى نال الإقليم استقلاله بعد الثورة التي قادها الشيخ "على خان"، إلا أنها لم تستطع الاستمرار طويلاً، حيث قام الاتحاد السوفييتي بدعم الصين عسكرياً ومادياً للقضاء على هذه الدولة

وفي عام 1949م قام "ماوتسي تونج" (الزعيم الصيني الشيوعي) بفرض سيطرته على المنطقة كلها، وبمؤامرة روسية صينية مشتركة، تم القضاء على زعماء القومية الإيغورية والكازاخية في جمهورية تركستان الشرقية الوليدة، حيث أيقن الروس أن هؤلاء المناضلين سيدعمون أشقاءهم في دول آسيا الوسطى المسلمة في كفاحهم للتخلص من الشيوعية السوفيتية.
قبضة حديدية: وتم تقسيم تركستان الشرقية إلى 6مناطق، حكمتها الصين بقبضة من حديد، فأُغلقت المساجد وجرمت اقتناء المصاحف، والتعليم الديني وإقامة العبادات، وأُجبر المسلمون على تعلم الإلحاد وتناول الأطعمة المحرمة، وتحديد النسل. وبنيت سجون عديدة ثم إلقاء الآلاف منهم داخلها باعتبارهم أخطر المجرمين على أراضيها. وعملت الصين على إلحاق الأذى بمسلمي تركستان بكل ما أوتيت من قوة، فقامت بإجراء تجارب نووية على أراضيها، ففي عام 1964 قامت بإجراء 35 تفجيراً نووياً، دون أية تدابير لحماية المواطنين، ما أدى إلى زيادة معدلات الإصابة بأمراض السرطان والتشوهات الخلقية
وإن كان ماوتسي قد أعطى الإقليم حكماً ذاتياً، إلا أنه من الناحية الفعلية حدث العكس تمامًا، فالحكم ودفته في يد الصينيين، وينفذه الموظفون التركستانيون بالإكراه. وتقوم الحكومة الصينية بالتمييز ضد الشعب التركستاني وتهجيره؛ بهدف تغيير التوزيع السكاني بالإقليم وإحلال الصنيين محل التركستانيين

كما عملت الحكومة الصينية على قطع الصلة بين مسلمي تركستان الشرقية بالإسلام والمسلمين، فمنعت سفر المسلمين إلى خارج البلاد، كما منعت دخول أي أجنبي لتفقد أحوالهم، ومن استطاع منهم الهروب إلى الخارج لم ينج أقاربه من العقاب في الداخل
ومنذ بداية الحكم الشيوعي وحتى الآن يعمل الصينيون على تذويب الشعب التركستاني في المجتمع الصيني وطمس هويته، ومن وسائل التذويب التي يتبعها الصينيون في تركستان الشرقية منذ سنين طويلة.. تشجيع الزواج بين التركستانيين والصينيين، وإلغاء اللغة الإيغورية من المؤسسات التعليمية والحكومية، وإحلال اللغة الصينية محلها
ولم يقف الظلم عند هذا الحد ، بل قامت الصين بنهب ثروات تركستان الشرقية التي حباها الله كنوزاً هائلة وحرمان أصحابها من خيرات بلادهم، من البترول والغاز الطبيعي، والذهب ومن الفحم الذي تنتج منه سنوياً 600 مليون طن، وكذا اليورانيوم.انتهاكات لا إنسانية بزعم "الإرهاب
الحرب على الإرهاب في قمع المسلمين الإيغور، واتهمتهم بالتطرف والإرهاب وموالاة حركة طالبان الأفغانية وتنظيم القاعدة، مع أنه ليس لهم أي علاقة لا بهذا ولا ذاك، بهدف تضليل العالم بأن قضية الإيغور ليست قضية شعب وحقوق إنسان، بل قضية "إرهاب"..مجموعة "شنغهاي
والأدهى من ذلك تضامن عدد من الدول مثل كازخستان، وقيرغزستان، وطاجكستان، وأوزبكستان مع الصين لمكافحة ما يسمونه ب"الأصولية الإسلامية". تمثل ذلك في مجموعة "شنغهاي" التي تضم الدول الإسلامية السابق ذكرها بالإضافة إلى الصين وروسيا.

وتقوم هذه الدول بإعادة اللاجئين الإيغور بالقوة إلى الصين، ما يمثل انتهاكًا لمعاهدة الأمم المتحدة للاجئين؛ فقد قامت كازاخستان بإعادة اللاجئين الإيغور قسرًا إلى الصين، كما رفضت باكستان الطلبة الإيغور، وأغلقت بيوت الضيافة المخصصة لهم في إسلام أباد. كذلك لا تسمح لهم العديد من الدول العربية بدخول أراضيها رغم حصولهم على تأشيرات سفر من القنصليات العربية
بل تشترط بعض الدول حصولهم على أوراق أمنية من الحكومة الصينية، ما يدل على خضوع بعض الدول العربية للضغوط الصينية.ورغم تخلي المسلمين عن نصرة إخوانهم في تركستان الشرقية، إلا أن هناك صحوة إسلامية بين الإيغور، وشغف لتعلم الإسلام واللغة العربية، فقد قام الإيغور بتأسيس "الشبكة الإيغورية للأخبار" لتعريف العالم بفظائع الصين داخل بلادهم، ولاستعطاف العرب والمسلمين لنصرتهم، والضغط على الحكومة الصينية لرفع المعاناة عنهم. ها هي تركستان تستنجد.. فهل من نصير؟
الصين: أحكام بالإعدام على مقاومين من مسلمي "الأويغور


في إطار قمعها المستمرِّ للأقلِّية الإسلامية، أصدرت السلطات الصينية أحكاماً بالإعدام والسجن المؤبَّد على ستة من ناشطي حركة "تركستان الشرقية الإسلامية"، بزعم إدانتهم بارتكاب "أنشطة انفصالية".
وقال الموقع الإلكتروني للحكومة الصينية: إن محكمة محلية في "كاشجار" بإقليم "سنكيانج" (غرب الصين)، أصدرت الأحكام على الستة الذين قالت إنهم أعضاء في حركة "تركستان الشرقية الإسلامية" في الثامن من نوفمبر، لدورهم فيما وصفته ب"أنشطة انفصالية"، و"تصنيع متفجِّرات بصورة غير مشروعة"، و"التدريب في معسكر إرهابي". وحُكِم على ثلاثة بالإعدام، وعلى اثنين بالإعدام مع إيقاف التنفيذ، بينما حُكِم على السادس بالسجن مدى الحياة.

ويُذكر أن الصين تشنُّ حملة لا هوادة فيها ضدَّ ما تصفها ب"الأنشطة الانفصالية" من قِبَل المسلمين "الأويغور" الذين ينادون باستقلال ولاية "تركستان الشرقية" النائية الغنية بالنفط. وتقول جماعات حقوقية: إن السلطات الصينية تستخدم دعمها لما تزعم الولايات المتحدة بأنه "حرب على الإرهاب" لتبرير حملتها ضدَّ "الأويغور".وتقع "تركستان الشرقية" في وسط آسيا الوسطى، ويحدُّها من الشمال روسيا، ومن الغرب الدول الإسلامية التي كانت تمثِّل تركستان الغربية؛ وهي كازاخستان، وقيرغيزستان، وطاجيكستان، وأوزبكستان، ومن الجنوب باكستان والهند والتبت، ومن الشرق الصين، ومن الشمال الشرقي منغوليا
!والسلطات الصينية تمنع الطلبة في تركستان الشرقية من صيام رمضان

بشكيك: فاطمة المنوفي
تتخذ الحكومة الصينية عدة إجراءات ضد مسلمي الصين (الأويغور) في إقليم تركستان الشرقية (سينكيانج) شمال غرب الصين في شهر رمضان المبارك من كل عام، حيث تأمر طلبة المدارس بعدم الصيام، وتنشر معلومات مغلوطة عن الصوم الإسلامي، وأنه مضر بصحة وسلامة الإنسان! وتصدر إدارات المدارس أوامر مشدَّدة إلى الطلبة بأن يجتمعوا لتناول وجبة الغداء في المطاعم المدرسية وعدم الانتظار حتى الغروب، ومن لا يقبل بأن يأكل أو يشرب جهراً في المدارس قبل غروب الشمس يُعاقَب ويُطرَد على الفور. وتعمل السلطات الصينية على تذويب الشعب التركستاني في المجتمع الصيني، وطمس هويته الإسلامية، وحظر سفر المسلمين "الأويغور" إلى الخارج، أو دخول أي أجنبي لتفقد أحوالهم.. وتمنع من تقل أعمارهم عن 18 عاماً من الذهاب إلى المساجد، كما تمنع بعض المسلمات التركستانيات من ارتداء الحجاب. وجدير بالذكر أن الإسلام دخل تركستان الشرقية في عهد الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان عام86ه (705م)، وتم فتحها على يد القائد الباسل قتيبة بن مسلم الباهلي عام 95ه، وبعد ضعف أمر المسلمين بها استولى الصينيون عليها بمؤامرة بريطانية صينية مشتركة عام1174ه (1760م)، ثم دارت بين المسلمين والصينيين معارك دامية في العام 1759م، ارتكبت خلالها القوات الصينية مذبحة جماعية قتلت فيها مليون مسلم.
الصين تشيد بدعم النظام الأفغاني في حربها ضد مسلمي تركستان الشرقية


أشادت الصين بالدعم الذي توفره حكومة قرضاي الأفغانية في حربها ضد ناشطي تركستان الشرقية في إقليم سينكيانج شمال غرب البلاد، المتاخم لأفغانستان، ذات الأغلبية المسلمة. وقال المستشار الصيني جيا كينجلين بحسب وكالة "شينخوا" الصينية للأنباء: إن الصين تقدر الدعم الثمين من النظام الأفغاني في القضايا المتعلقة بالمصالح الرئيسة للصين، مثل تايوان وحقوق الإنسان ومحاربة (إرهابيي) تركستان الشرقية (على حد زعمه). وأضاف أن الصين تحترم سيادة أفغانستان ووحدة أراضيها، مبيناً أن بلاده تسعى أن تلعب كابول دورًا أكبر في الشؤون الإقليمية والدولية.وأشار إلى أن مجلس الشعب الصيني سيعمل مع مجلس الشيوخ الأفغاني لتعزيز العلاقات بين الصين وأفغانستان. ويتهم نشطاء في حقوق الإنسان بكين باستغلال مساندتها للحرب الأمريكية على "الإرهاب" في إضفاء شرعية على حملتها التعسفية ضد أقلية اليوجور المسلمة في تركستان الشرقية، والانتهاك المتكرر لحقوقهم. ومن ذلك إجراء اعتقالات تعسفية ومحاكمات جائرة والتعذيب والتفرقة الدينية.

الأمن قبل الاقتصاد شعارها

"منظمة شنغهاي للتعاون" في حقوق مسلمي آسيا الوسطى

استضافت العاصمة القيرغيزية بشكيك أعمال القمة السابعة لرؤساء "منظمة شنغهاي للتعاون" يوم الخميس 16-8-2007م.. وبعد مداولات سياسية، توافق المشاركون على توقيع اتفاقية صداقة وحسن جوار وتعاون مشترك طويلة المدى بين الدول الأعضاء.. كما تمت متابعة تنفيذ قرارات اجتماع المنظمة الذي عقد بشنغهاي في العام الماضي..وتمت الموافقة على التقرير السنوي الذي أعده سكرتير عام المنظمة "بولات نورجالاييف"، والذي أكد أن الإصلاحات التي تم تفعيلها في المنظمة أثرت إيجاباً على كفاءتها.وأعرب المشاركون عن أملهم في تدعيم العلاقات مع الدول التي تتمتع بصفة مراقب، وكذلك مع أفغانستان.


تاريخ المنظمة


أنشئت "منظمة شنغهاي للتعاون" "SCO" في 15-6-2001م، إلا أن بدايتها الفعلية تعود إلى عام 1996م، حين بادرت الصين بتشكيل "منظمة شنغهاي 5" مع دول الجوار، من أجل القضاء على "الحركة التحررية الإيغورية"، وتصفية الحركات الأصولية الإسلامية في المنطقة بأسرها، بما يضمن أمنها ومصالحها، فعملت على منع الدعم السياسي الذي كان يحظى به اللاجئون الإيغور في الاتحاد السوفييتي إبان الحكم الشيوعي.وضمت منظمة "شنغهاي 5" كلاً من الصين وروسيا وطاجيكستان وقيرغيزستان وكازاخستان، إلا أنه بعد انضمام أوزبكستان إلى المنظمة في عام 2001م، تغير اسمها وأصبحت (منظمة شنغهاي للتعاون) في 15-6-2001م، وأصبحت طشقند عاصمة أوزبكستان المقر الدائم ل"الهيئة الإقليمية لمكافحة الإرهاب" المنبثقة من منظمة شنغهاي.وبالإضافة إلى الدول الست الأعضاء في المنظمة، تتمتع أربع دول أخرى بصفة المراقب، هي الهند وباكستان ومنغوليا وإيران. وتعتمد المنظمة اللغتين الروسية والصينية لغتين رسميتين.. ومن أهدافها، مكافحة ما يسمى ب"الإرهاب"، ومواجهة ما يعرف بخطر الأصولية الإسلامية والجماعات الإسلامية المتطرفة في الدول الأعضاء، وكذلك محاربة طموحات الإيغور والشيشان الاستقلالية، وتعزيز الأمن والتعاون الاقتصادي في آسيا الوسطى.وفي هذا الإطار سعت الصين بكل ثقلها إلى التنسيق مع حكومات روسيا ودول آسيا الوسطى خصوصاً كازاخستان حتى تحرم أعضاء "جبهة تحرير إيغورستان" من أي ملاذ يحميهم من البطش، فأوقفت حكومات آسيا الوسطى في إطار "منظمة شنغهاي" نشاط الإيغور في دولها، وقامت بترحيل العديد منهم إلى الصين، حيث يواجهون أبشع أنواع التعذيب. قمع الإسلاميين: عقب إنشائها بفترة وجيزة، وجهت "منظمة شنغهاي للتعاون" اتهامات إلى كازاخستان تتعلق بوجود تحويلات مصرفية خارجية في مصارفها تعود لمنظمات إرهابية، إضافة إلى وجود منشآت على أراضيها تعود ملكيتها لابن لادن، فسارعت كازاخستان باتخاذ إجراءات متشددة حيال المؤسسات الإسلامية كافة.وعلى الفور صادق البرلمان الكازاخي على قانون "مكافحة الإرهاب"، ثم أُغلقت الجامعة الكويتية الكازاخية، بتهمة أنها تحض على الإرهاب، علماً بأن هذه الجامعة كانت تعمل وفق قوانين وزارة التعليم العالي الكازاخي لعدة سنوات.وأدرجت جمعية الإصلاح الاجتماعي الكويتية أيضاً على قائمة المنظمات المحظورة في كازاخستان. إضافة إلى تنظيمات عدة أخرى (حركة طالبان الأفغانية، وجماعة مجاهدي آسيا الوسطى، وجماعة الإخوان المسلمين، وعسكر طيبة، وعصبة الأنصار، والقاعدة، وحزب تركستان الشرقية الإسلامي، وحزب العمال الكردستاني، وحركة أوزبكستان الإسلامية).. ولم تكن أوزبكستان أفضل حالاً، فقد اتخذت إجراءات أكثر تشدداً حيال الهيئات الإسلامية الخيرية ومؤسساتها التعليمية ذات التمويل العربي (مثل جمعية الوقف، ومؤسسة الحرمين، والمؤسسة الإبراهيمية، ولجنة مسلمي آسيا، وجمعية قطر الخيرية).واللافت أن كل ما قامت به دول آسيا الوسطى من تعطيل للأعمال الإسلامية التعليمية والخيرية ينسجم مع أهداف "منظمة شنغهاي"..

"منظمة شنغهاي" في مواجهة واشنطن


في البداية اعتُبرت حركة طالبان التي سيطرت على أفغانستان خطراً على بلدان آسيا الوسطى السوفيتية سابقاً والصين، لكن بعد أحداث 11 سبتمبر 2001م، واحتلال أفغانستان وسقوط طالبان، وتحول الجوار الأفغاني إلى دائرة الاهتمام الأمريكي، اكتسبت آسيا الوسطى بعداً إستراتيجياً جديداً..وكشفت الحرب الأمريكية على أفغانستان أبعاد الإستراتيجية الأمريكية للهيمنة على آسيا الوسطى ومواردها النفطية، وظهرت الولايات المتحدة الأمريكية ودول الناتو التي مدت نفوذها إلى هذه المنطقة كمنافس ل"منظمة شنغهاي"، خاصة بعد بناء قواعد عسكرية أمريكية بها.وبالرغم من أن إعلان تأسيس "منظمة شنغهاي" ينص على أن المنظمة ليست تحالفاً موجهاً ضد دول أو مناطق أخرى، وأنها تلتزم بالانفتاح السياسي، إلا أن معظم المراقبين يعتقدون أن أحد أهم أهداف هذا التجمع، هو العمل على قيام تعددية قطبية، كتعبير عن رفض أحادية الولايات المتحدة في قيادة العالم.وقد صرح مؤخراً رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية الجنرال "يوري بالويفسكي" في كلمة ألقاها في اجتماع رؤساء أركان جيوش الدول الأعضاء في المنظمة في 9-8-2007م، قائلاً: "لا يمكن أن تنجح منظمة شنغهاي للتعاون في المجال الاقتصادي، إلا عندما يتم تدعيم الأمن الإقليمي، فالقيادة العسكرية الروسية ترى أن تطورات الوضع السياسي الدولي تستوجب إقامة تعاون عسكري أيضاً...".وقد رفضت منظمة شنغهاي الموافقة على مطلب أمريكي بحضور مراقبين عسكريين أمريكيين لمتابعة تدريبات "مهمة السلام 2007" التي أجرتها المنظمة في إطار ما يسمى "مكافحة الإرهاب"، واختتمت فعالياتها في 17 أغسطس الجاري

مصالح متضاربة
وبالرغم من أن الأهداف المعلنة لمنظمة شنغهاي تتفق مع أهداف الولايات المتحدة الأمريكية بشأن ما يسمى "الحرب على الإرهاب"، إلا أن هناك أهدافاً غير معلنة لكافة الأطراف، وهو ما يثير قلق الولايات المتحدة، التي ترغب في الاستحواذ منفردة على الثروات الطبيعية الضخمة لآسيا الوسطى وبحر قزوين، وخاصة الثروات الهائلة من النفط والغاز، وخطوط نقلهما للأسواق العالمية..في حين تريد الصين تعزيز وجودها في المنطقة، وهو ما تشجعه دول آسيا الوسطى، بهدف الموازنة بين هذا الدور وبين دور كل من روسيا والولايات المتحدة اللاعبين العملاقين الآخرين.فمنذ أربع سنوات، أقرت المنظمة برنامجاً للتعاون التجاري والاقتصادي طويل المدى بين الدول الأعضاء حتى عام 2020م، وهو ما يضر بالمصالح الأمريكية في المنطقة.وتعرقل المنظمة المحاولات الأمريكية الساعية لتقليص الدور الروسي في المنطقة، وحصارها وإضعافها بصورة تمنعها من استعادة دورها كقوة عظمى في المستقبل المنظور على الأقل، وعزلها عن مجالها الحيوي في آسيا الوسطى والقوقاز.وتقف "شنغهاي" عقبة أمام محاولات تطويق إيران (التي تحظى بصفة مراقب في المنظمة) وفرض عزلة دولية عليها، إذ إن رغبة إيران في تفعيل دورها في المنظمة يقلق الولايات المتحدة. وقد سبق أن انتقد وزير الدفاع الأمريكي السابق "دونالد رامسفيلد" مشاركة طهران كمراقب في أعمال قمة شنغهاي السادسة في الصين، قائلاً: "من الغريب السعي لضم دولة مثل إيران التي تعتبر من أكبر الدول الداعمة للإرهاب إلى منظمة تدعي أنها ضد الإرهاب". كما أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية من قبل أن منظمة شنغهاي "تعرقل انتشار الديمقراطية في المنطقة".وتخشى واشنطن من تسرب التكنولوجيا والمواد النووية الموروثة عن العهد السوفييتي إلى بعض الدول التي تصنفها واشنطن كدول مارقة..القواعد العسكرية الأمريكية: وفي ضوء الاستراتيجيات المتباينة بين "منظمة شنغهاي" وواشنطن، طالبت المنظمة خلال قمتها قبل عامين في آستانا بكازاخستان أمريكا بتحديد موعد لإخلاء قواعدها العسكرية من آسيا الوسطى، كما صرح أعضاؤها بأن مهمة القوات الأمريكية في أفغانستان قد انتهت بتسليم السلطة إلى الأفغان، وهو ما أثار حفيظة واشنطن التي أرسلت وزيرة خارجيتها "كوندوليزا رايس" ووزير دفاعها الأسبق "دونالد رامسفيلد" للقاء قادة جمهوريات آسيا الوسطى.المصالح الإيرانية: على صعيد آخر، يأتي الاهتمام الإيراني بمنظمة شنغهاي في إطار مساعيها للقضاء على الحركات الإسلامية السنية التي تصفها ب"المتشددة" في آسيا الوسطى، كذلك تسعى إيران إلى توثيق علاقاتها مع العملاقين الإقليميين الصين وروسيا والدول الإسلامية في آسيا الوسطى، إذ تمتلك طهران ثاني أكبر احتياطي من الغاز في العالم بعد روسيا، لكن نتيجة العقوبات الأمريكية لم تستطع تطوير صادرات الغاز. كذلك فإن تعزيز علاقاتها الأمنية والاقتصادية مع روسيا يجعلها أكثر قوة في مواجهة الضغوط الغربية، وقد بلغ حجم التبادل التجاري مع روسيا 2.5 بليون دولار سنوياً، من خلال إبرام اتفاقات تتعلق باستيراد التكنولوجيا النووية واستكمال بناء مفاعل بوشهر.كما سبق لروسيا والصين أن قدمتا دعماً قوياً لإيران في المفاوضات النووية.من جانب آخر تدعم طاجيكستان انضمام إيران للمنظمة، لجهودها في إنهاء الحرب الأهلية التي شهدتها طاجيكستان مؤخراً، وكذا العلاقات التاريخية التي تربط بين الشعبين الإيراني والطاجيكي، اللذين تجمع بينهما اللغة الفارسية.. وكذلك الرئيس القيرغيزي "كورمانبيك باكييف" أعلن تأييده للعضوية الإيرانية.


غياب عربي وإسلامي
وهنا نتساءل: لماذا لم يهتم العرب والمسلمون بآسيا الوسطى وجمهورياتها الإسلامية، ويعملوا على بناء قاعدة من المصالح المشتركة معها من شأنها أن تعزز نسيج العلاقات السياسية، في إطار إستراتيجية مستقبلية تقطع الطريق على محاولات الالتفاف حول العرب والمسلمين كشعوب وحضارة وكيان؟!

No comments: